السبت، 31 ديسمبر 2011

سنة جديدة تملئها الافراح ويسودها السلم الاهلي والامان وعراقنا الجديد يرقل بالعز والسلام

الأحد، 11 ديسمبر 2011

القنوات الفضائية.. وتأثيرها على المشاهدين

للإعلام دور مؤثر في المجتمع وذلك لما له من قدرة في الوصول إلى الكثير من  البيوت وخاصة القنوات الفضائية التي تمكنت بفعل التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات
وانتشار الأطباق اللاقطة (الستلايت) من الاستحواذ على اهتمامات العائلة في كل مكان لدخولها المستمر بدون استئذان واستطاعتها طرح ما تريد من قضايا ساخنة وجعل الكثير يتسمرون على الشاشة لساعات طويلة لذا نراها قد أصبحت سلاح ذو حدين من جهة بإمكانه ان يكون أداة مهمة بيد القائمين عليها وتحديد المسار الذي تتخذه باعتبارها تساهم في عملية البناء والتطور من خلال إقامة بنى فكرية وثقافية واجتماعية تساعد على إشاعة روح الإخاء والتسامح.
 وبالتالي تهيأ الأرضية الصحيحة للبناء السليم القادر على استيعاب  الطاقات والقدرات الإبداعية والخلاقة التي بإمكانها التعامل مع  التحولات الحاصلة لتتمكن من  السير للإمام واستيعاب  القدرات الجماعية وصهرها في بوتقة واحدة مهمتها الأساسية توعية وتنوير العقول وتبصيرها لما يدور حولها لان المهمة التي تقع على المؤسسات الإعلامية خطرة وتتطلب منها لكي تنهض بدورها الحقيقي بذل جهود مكثفة وجادة لأداء رسالتها التي تكونت من اجلها (باعتبارها الجهة التي تستطيع الوصول للمواطنين وان تخاطبهم بالطريقة التي تريد) بواسطة البرامج والمواضيع التي تقدم لتعكس   الوجهة التي يراد منها الوصول الى ذهن المتلقي وخاصة الذين لهم ذلك التحصين الثقافي الذي يعتبر الفلتر الذي يقوم بغربلة المعلومات واختيار النافع منها لهضمها والاستفادة منها بعد ان يتم عزل ما هو غير جاد وملائم وهادف ودفعه بعيدا خارج تفكيره واهتمامه .
عكس الذين يملكون عقلية خام غير قادرة على تمييز ما يصل اليها وما يمر بها ليجعله مبهورا به ومدفوعا خلف مسلسلات  وبرامج الهدف منها إثارته وتحريضه للقيا م بعمل ما بعد ان عجز عن فهمه او تمييزه بالطريقة الملائمة وذلك لنقص ثقافته وعدم اختياره الصحيح لذا نراه يندفع وراء برامج هابطة أرادت بعض الفضائيات استقطاب هذه النماذج المتخلفة واستغلالها وجعلها مصدر كسب الملايين من الدولارات بعد ان قامت باستحداثها لتشل تفكيره وجعله يعيش  في عالم من الخيال والسحر والشعوذة وإغرائه ببعض أللقطات لتجعله منشدا للشاشة لتحرفه عن دوره الريادي وتوجيهه وفق المفاهيم البالية بعد ان وجد أمامه فراغا شاسعا لا يمكن ان يملئه لعدم امتلاكه الأدوات الكافية التي بإمكانه استخدامها للوصول الى ما يريد مما دفعه الانسياق وراء كل ما يطرح وبالتالي التعامل معه على أساس ما راد القائمين على تلك القنوات لأنهم بفعلهم هذا أرادوا تحجيم تلك الطاقات وعدم مساعدتها للقيام بدورها لتكون معاول هدم (حتى لو كانت بصورة غير مباشرة ) تؤدي الى نخر ما يحيط بها وأعاقته من النهوض والاستمرار
 مما يتطلب معالجة جادة تساهم فيها كل الأطراف والطاقات الخيرة لكي تأخذ دورها في التصدي والوقوف بحزم لكل تلك الأساليب الرخيصة وعدم إعطائها الفرصة لبث سمومها القاتلة في هذا المجال الحيوي الذي أصبح متاحا لها بعد أن  تمكنت بطرقها المعروفة من التعامل معه وفق الخطط التي تم وضعها لذلك بعد دراسات قام بها المعنيين بهذا الشأن .
إن الخطاب الإعلامي الملتزم الذي يتعامل مع الواقع بصدق هو الأداة الفعالة التي بإمكانها أن تستنهض الهمم وتزيل الغيوم الداكنة التي تلبدت في سماء الأمة بعد الانتكاسات التي مرت بها على مدى سنواتها المنصرمة وبالتالي تستطيع ان تكون أدوات بناء من خلال برامجها الموجهة وأعلامها الهادف  و ان تزيل الغشاوة عن عيون المغرر بهم ودفعهم للبحث عن الحقيقة والتعامل معها لأنها تعمل على تنوير الواقع واضائته وإزالة الغموض عنه كما إنها تمكن الآخرين من التعامل مع العالم والاستفادة مما يجري من حوله لاختيار الأصلح والانتفاع منه
 ان المساهمة الجادة والفعالة لهذه القنوات هي الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات والتعامل معها وفق مصداقية عالية وحرفية مقبولة تمكن من الوصول الى الأهداف المبتغاة بعد ان ابتلت امتنا بكثير من العلل والإخفاقات التي ساعدت على حالات من التخلف والابتعاد عن ركب الحضارة الذي سبقنا فيها الآخرين بعد ان كنا نحن الذين وضعنا اللبنات الأولى لها من خلال ما توصلت له عبقريات تخطت الزمن الذي عاشت فيه وكان لها الدور الريادي بذلك لتصبح شعلة وهاجة أوصلت العلم إلى أقاصي الدنيا .

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

مبادرة طيبة قام بها احد المساجد في الناصرية للتبرع بالدم بالتعاون مع المفارز الصحية واعطاها لمصرف الدم في المدينة لغرض صرفها على المرضى المحتاجين للدم بدلا من قيام بعض المواكب بالتطبير وايذاء النفس بهذه الطريقة البشعة التي نهى عنها الكثير من مرجع الشيعة وعلماءهم الاجلاء

السبت، 3 ديسمبر 2011

ارحل

الى كل الطغاة العرب الذين تشبثوا بكرسي السلطة لحد ابادة شعوبهم
ارحل ...ارحل
كلمة رددتها الحناجر
ضاق بها المدى
صار الوطن رغم اتساعه
ضيق لا يستوعب الطغاة
...
.
الأفواه المكممة
على مدى السنين
والأيادي التي كبلها الظلم
فكت وثاقها
انطلقت
تنشد أغان الحب
ترسم على الأفق
لوحة ملأتها العصافير
وترفرف في زواياه حمامات بيضاء
كبلها الحنين
ورسم الشوق
على أجنحتها صور العاشقين
..
الليل ينجلي ...
ظلمته تنزاح
بأصابع النهار

الساحات المحتفية بفرحها
افترشها الشباب
واحات تنبع منها الثورة
بكل الاتجاهات
وعلى أسطح المنازل
ترتفع زغاريد الفرح
طلقات توجه

لصدور الطغاة

أيها الفرح الغائب
أبعدك الخوف عن الوجوه
وأصبح الانتظار
مسارك المرسوم على الدروب

الصوت الذي ضاع صداه في الفراغ
وخنقته الزنازين
عاد الليلة يرسم أحلامه
على جدران داكنة
ويضمد جراحه
بفرح خجول أتعبه الأنين







الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الثورة الحسينية ..دروس وعبر

تعتبر الثورات عبر التاريخ دروس وعبر للأجيال التي لم تعاصرها وإنما اتخذت منها دليل لعملها بالمستقبل بعد ان أحست أن ما قام به هؤلاء الثوار جدير بالاهتمام لما له من اثر في التوعية للوقوف بوجه الظلم والطغيان وعدم فسح المجال لصناعة الطغاة من جديد لان تنامي الوعي يجعلها مستعدة للنهوض بدورها الطليعي واستقبال الأفكار التي تدعو للثورة والتحرر والاطلاع على التضحيات التي سطرها الناس العظماء واختطوها بدمائهم.
إن الثورة الحسينية وما تحمله من دلالات فإنها تبقى خالدة في ضمائر الناس ومركز الهام لهم بعد أن دكت عروش الطغاة وما كانوا يمثلوا من قيم التخلف والانحطاط والاستهانة بعواطف المواطنين وشراء الذمم والتعامل معها لتمرير السياسة المنحرفة التي سلكوها لغرض تحقيق أهداف مشبوهة والتي صار لبعض الوعاظ والمحدثين دور مفضوح في إيصالها من خلال نسج الأكاذيب وتأويل الأحداث والتعامل معها على أساس الواقع المعاش وتصويرها بالطريقة التي تحرفها كما سعت إلى استغلال الوجوه الاجتماعية التي لها ثقل بين قبائلها وجذيها إلى جانبه واعتماد سياسة التجويع والمضايقة الاقتصادية وخاصة بالنسبة للناس الذين يعارضون نظام الحكم من اجل التأثير عليهم وجعلهم تابعين له بعد أن تم حرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد الذي هم بحاجة إليه لكن كل هذه السبل لم تجدي نفعا بعد أحساس الناس بالجور والاضطهاد وان خانة الظلم قد أخذت تتسع لتشمل كافة الشرائح المسحوقة و تكوين طبقة مترفة تتحكم بمصائر الأكثرية من خلال تمتعها بكافة الامتيازات ووسائل السلطة لذلك التجأت إلى صوت الحق الهادر الذي انطلق من بيت النبوة وسار بكل قوة للإمام ناشدا إحقاق الحق ونصرة المظلوم حيث أعلن بكل أمانة وثقة بأنه لا يريد أية مجد شخصي أو شهرة أو سلطة وذلك انطلاقا من مبدأ الإمام علي عليه السلام عندما قال وهو يتصدى للأعداء (الهم انك تعلم انه لم يكن منا منافسة في سلطان ولا التماس شيء من هول الحطام لكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك وتقام المعطلة من حدودك فيأمن المظلوم من عبادك )لذلك انطلق الإمام الحسين (ع)من هذا المبدأ الذي فتح له الباب واسعا لقيادة الثورة والتوجه بها نحو آفاقها الواسعة بعد أن أدرك بان ما قام به الحكام لا يمكن السكوت عنه فاندفع يقود الأمة نحو غدها الأفضل الذي أراد له أن يتحقق لكن قوة الطغاة وبطشهم اقوي من ذلك بسبب امتلاكهم وسائل القتل والإبادة والتدمير لقد أعلن حينما خرج للقتال (لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ..إنما خرجت لأطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله (ص) )
ومن هذا المنطلق أعلن الثورة وحشد لها الطاقات والإمكانيات المتوفرة وتهيئة الناس لذلك مما دعاهم من الالتفاف حوله بعد ان عانوا الويلات من حكومة مستبدة وزعت الغنائم والمناصب بين أفرادها ولم تعطي لهؤلاء الفقراء والمساكين والذين سحقتهم بكل قوة ودفعت بهم الى فقر مقدع ليعلنوا وقوفهم مع الحق مضحين بأرواحهم معلنين دعمهم للإمام الحسين(ع)في مهمته الشاقة والعسيرة بعد أن تبينت رجحان كفة يزيد وعصابته لكنه قبلوا التحدي واستمروا في مسيرتهم والانطلاق من المدينة باتجاه العراق التي اعتبروها عاصمة للدولة المرتقبة .
إن الثورة الحسينية بإعلانها التحدي قد أسست لحالة لم تكن موجودة سابقة وهي عدم السكوت على الظلم والوقوف بوجهه مهما كلف الثمن مما جعلها تصبح قاعدة لكل الثائرين بالعالم ينتهلوا من دروسها وعبرها حيث نرى الزعيم الهندي غاندي يأخذ عن الإمام الحسين (ع)مبادئه الثورية وتحديه للطغاة ليعلن على انقضاضه على المحتلين بالهند بعد أن كيف هذه المبادئ وفق الطريقة التي رآها تتلاءم مع وضع بلده وضر وفها الخاصة وكذلك الثائر جيفارا الذي نشر مبادئ الديمقراطية في أمريكا الجنوبية وأصبح نموذجا للشباب الثائر في العالم هو امتداد للمبادي التي اختطها الإمام الحسين بثورته بالرغم من الفارق الزمني بينهما والاختلاف العقائدي وطبيعة النضال الذي تم سلوكه لكن الرابط بينهما هو الثورة على الوضع الراهن ورفض الذل والعبودية وتنوير الجماهير بالمبادئ والأفكار التحررية بالرغم انه كل منهما قد طرحها بطريقته الخاصة لكن في النهاية تنصب بمحصلة واحدة لتقرب المسافات بينهما وتتلاقى الخطى باتجاه طريق واحد هو
تغيير الأوضاع الراهنة لغرض إقامة حكومة عادلة تأخذ على عاتقها توفير الأمن والامان للجماهير والتعامل معها كقوة يمكن الاعتماد عليها في إقامة حكمها العادل الذي يتمثل :
1) القضاء على الانحراف التي سارت عليه الحكومات الديكتاتورية وإقامة حكومة شعبية مستمدة قوتها من حكم القانون
2) توزيع عادل للثروات بين الناس وعدم تفضيل فئة على أخرى الا بالعمل الجيد
3) تحريك الوعي لدى الجماهير وايقاضها من سباتها العميق بعد سيطرة الحكومات الظالمة لتأخذ بزمام الأمور من اجل قيادة نفسها
4)إن ما جاء به الأمام الحسين يدفعنا للتلاحم والتكاتف والتعامل مع الأمور بمنظور أخلاقي واجتماعي نتحمل من خلاله دورنا في النضال ضد قوى الإرهاب والشر من اجل القضاء عليها لإقامة مجتمع امن وعادل يتم الوصول فيه للأهداف المرجوة .
5)) التخلي عن بعض العادات الضارة والمكروهة التي تسيء لقضية الحسين التي استغلتها بعض الجهات لغرض المتاجرة بها وعدم التعامل معها مثل (عملية التطيير )التي لا تنفع بشيء حيث بإمكان الأشخاص الذين يمارسوه هذه العادة التبرع بالدم في المستشفيات من اجل الاستفادة منه وإعطائه للمرضى المحتاجين بدلا من هدره بهذه الطريقة لنكون بذلك قد أسدينا خدمة إنسانية للمحتاجين وبالتالي نكون قد حقننا احد الأهداف التي أكدت عليها الثورة الحسينية
6)) الاستفادة من المنابر الحسينية لغرض التوعية والتوجيه لخط الحسين ومبادئه الثورية والتعامل مع الواقع وفق نظرة مستقبلية تؤكد على الالتزام ونبذ حالات التطرف والتأكيد على التعايش السلمي بين الطوائف واحترام الآخر والتأكيد على كل ما يؤدي إلى تقدم البلد وتطوره
7)عدم الانجرار وراء الدعوات التي تحرض على قتل الآخرين او إقصاءهم لاختلاف في المذهب او العقيدة او الدين او الجنس او العنصر وغيرها من الأمور التي تعمل على تفريق البلد وجعله يعيش في دوامة الحرب الأهلية التي بدورها سوف تؤدي بان يخرج الجميع خاسرين لا يوجد فيها منتصر سوى الأعداء .
ان هذه المبادئ التي بقت خالدة واستطاعت على مدى أكثر من ألف سنة ان تظل متقدة وأكدت على انتصار الدم على السيف وانتصار المظلوم على الظالم وانتصار المبادئ والقيم على التخلف والفوضى تؤكد بان الحق لابد ان ينتصر مهما تجبر الطغاة واستعملوا وسائل البطش والقتل فانه سوف يأتي اليوم الذي تسطع فيه الشمس لترسل أشعتها في كل الاتجاهات .
Habebnif@yahoo.com

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

الاعلام الرقمي ..ودوره في الثورات العربية

يلعب الإعلام دور مهما  في إيصال المعلومة وتوفيرها للجميع من اجل الاطلاع عليها  ومعرفة ما يدور في كل مكان من العالم وخاصة بعد التطورات العلمية وانتشار شبكة تكنولوجيا المعلومات التي تمكنت


من أن تجعل العالم قرية صغيرة متجاوزة آلاف الكيلومترات التي تبعدهم عن بعضهم  فبإمكان  كل شخص أن يتعرف على ما يجري  في العالم لحظة بلحظة عن طريق أجهزة الانترنيت وموقع الفيس بوك  حيث باستطاعة مستخدمي الانترنيت حث   الكثير من  المواطنين أو المعارضين من النزول إلى الشارع للتظاهر أو الاعتصام أو الاحتجاج  من خلال نداء  أو كلمة أو بيان يوجه للآخرين  مما يعني إن هناك تغطية إعلامية جديدة قد اجتاحت الشارع وتمكنت خلال لحظات ان توصل ما تريد وان تعرض بياناتها ونداءاتها بشكل متواصل و إن تنقل الإحداث بشكل مباشرة وهذا ما لاحظناه من تغطية لأحداث تونس أول بأول

كذلك تمكن الشباب في مصر إن يؤججوا الثورة ويحشدوا مئات الآلاف  للمشاركة بعمليات الاعتصام أو التظاهر ونقل الصور الحية بالرغم من أن الحكومة  قد أوقفت خدمات الهاتف النقال وكذلك خدمة الانترنيت من اجل فرض حصار إعلامي رقمي على المتظاهرين وعزلهم وعدم تمكينهم من إيصال صوتهم للعالم.

لقد اتخذت حكومة مبارك خطوة غير مسبوقة بقطع خدمات الإنترنت وخدمات الرسائل النصية عبر الهاتف الخلوي في مناطق مهمة من مصر، لكن كثيرين من أفراد الشعب المصري لديهم مستقبلات الأقمار الصناعية، وبالتالي فإنه يستطيع أن يتابع "المظاهرات والاحتجاجات  " في الشوارع وعلى شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم، وهو ما دفع أفراد الشعب إلى مغادرة منازلهم وتعريض سلامتهم الشخصية من أجل الانضمام إلى المتظاهرين., وإيصال صوتهم للعالم للتعبير عن رفضهم للديكتاتورية والظلم ورغبتهم بنظام ديمقراطي مدني يحق لهم فيه التعبير عن آرائهم بكل حرية ودولة مدنية تضمن لهم مستقبل أفضل يمكن ان يصلهم إلى مصاف الدولة المتطورة ديمقراطيا والقضاء على سلطة الرجل الواحد .


لقد تمكن المدونين ومستخدمي الانترنيت من إشعال حماس المواطنين وإيصال المعلومات لهم وتبليغهم بالخطوات القادمة والمستقبلية مما جعل تلك الوسائل الرقمية الإعلامية  ان يكون لها  صدا مؤثر جدا وملموس وتمكنت  إن تسقط حكومات وهذا ما لاحظنا ه في ثورة الياسمين في تونس وما نلاحظه  الآن في الثورة المصرية رغم الإجراءات التعسفية التي تتخذ بالتضييق على الاتصالات وحجب المواقع لكن الشباب وبجهود فردية وإبداعات فنية وعلمية تمكنوا من ابتكار وسائل أخرى أكثر تطورا مكنتهم من إدامة زخم الاتصالات وعدم توقفها بالرغم من ضعفها لكنها تحاول ولو بالحد الأدنى من إيصال صوت الجماهير الغاضب وان تستقطب الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الإنسان وكافة المنظمات الدولية من التضامن معها والتحرك في مختلف دول العالم للقيام بتظاهرات تضامنية تدعوا العالم المتحضر وحكوماته من دعم مطالب الجماهير المشروعة التي تطالب بالتعيير

لقد ساعد الإعلام الرقمي الشباب المتحفز للتغيير من إيصال صوته عبر تلك الوسائل المتطورة مما حدا بكثير من الحكومات القابضة على السلطة بالقوة من التخوف من هذه الظاهرة وتضييق الخناق عليها بكل الوسائل المتاحة لها كحكومات لكن ما يجري الآن قد عكس ازدياد تلك الظاهرة وتصدرها للمشهد الإعلامي العالمي ليجعل الكثير من الشباب ان يكونوا مراسيل متطوعين يرسلون التقارير ويلتقطون الصور لتفوق في أحيان كثيرة ما يقوم به الإعلام المعترف  باعتبار تلك الصور تبعث من قلب الإحداث ومن صانعي الأحداث أنفسهم مما أعطاها الكثير من المصداقية والحيوية لتكون بحق وثيقة يعتد بها حد الافتخار .

لقد أيقنت الحكومات بان كل ما تقوم به لا يمكن ان يوقف حركة الشباب المتوثب وان يكون عائقا لها طالما ان أفعالهم مشروعة  تطالب بإصلاحات ملموسة تساعد على تحقيق حريتهم المفقودة على مدى العقود الطويلة التي امسك  فيها الحكام على السلطة ولم يفسحوا المجال  للآخرين من القيام بدورهم لبناء أوطانهم .

إن تلك الوسائل الرقمية المتطورة قد اندرجت ضمن الإعلام الرقمي الذي اخذ يغزوا الساحة الإعلامية بقوة ويعمل على تغيير كثيرا من وسائل الإعلام التقليدية وان يجذب الكثير ويصبح القوة الفاعلة والمؤثرة في الساحة الدولية لأنها تمكنت أن توسع من قواعدها المنتشرة في العالم لذلك استطاعت أن تكشف المسكوت عنه وان تتجاوز الممنوع لتقوم بنشر ما لا تستطيع الكثير من الصحف  والقنوات الفضائية من نشره لأسباب أمنية  او سياسية وغيرها من الأسباب  الأخرى (بالرغم من هذه الحالة تكون لها بعض الآثار  السلبية لكن على العموم فان ما يبدر منها من الايجابيات يفوق كثيرا الحالات السلبية النادرة)

إن الإعلام الرقمي قد أصبح القوة الفاعلة الآن و تمكن إن يتصدر المشهد الإعلامي بجدارة لأنه استطاع أن  يتفاعل مع الأحداث ويوصلها بشكل صادق ومؤثر للجميع  ليكون بحق شاهد حي على ما يدور في العالم .

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

ربيع الثورات العربية ...هل أفل نجمه


حين قالت الجماهير كلمتها وخرجت للشوارع تبحث عن الحرية وتطالب بإسقاط الأنظمة المتسلطة والتي استمرت تحكم بلدانها طويلا مستعملة شتى صنوف التعذيب وطرق مختلفة للاستمرار بالسلطة مستفيدة من الأجهزة البوليسية والقمعية التي شكلتها لإغراضها الخاصة وإدامة حكمها الدكتاتوري .
لقد لبت الجماهير الدعوات للخروج في تظاهرات حاشدة مطالبة بحريتها المسلوبة ورفع الظلم والاضطهاد التي تعرضت له على مدى العقود الماضية وتسلط مجاميع على الحكم استثمرت كل الإمكانيات التي وفرتها لها السلطة من فرض سيطرتها وتهيئة قاعدة خاصة بها وعدم فسح المجال للإطراف المعارضة للتحرك بحرية وتضييق الخناق عليها مما جعلها ضعيفة   لم تستطع منافسة الإطراف الحكومية التي تملك السلطة والمال وتستغل إمكانية والدولة وتتحرك بها بالطريقة التي تريد  حيث ولد هذا الاستحواذ على السلطة والقمع المتواصل للحريات  الأرضية المناسبة لبروز حركة الاحتجاجات   والتي ساهم  الشباب فيها  وشكل الجزء الأكبر منها  واتسعت رقعتها إلى مختلف البلدان العربية  ليكون التونسي  محمد عزيزي  الجذوة التي ألهبت الحماس وأضاءت الطريق للآخرين لتلحقها بلدان أخرى مطالبة بالخلاص .
إن أصوات الجماهير وهتافاتها المدوية قد ضاع صداها خلف أسوار المتاجرين بها لتكون طوقا يحجبها عن مطالبها الحقيقة ويبعد حركتها عن المسار الذي خطط لها بعد أن تكالب عليها الكثير من مغتنمي الفرض وفارضي الآراء والإرادات ومحركي الأحداث من خلف الكواليس مستغلين النفوذ الذي يتمتعون به والإمكانات المالية المتوفرة لهم ليحركوا ما يريدون وفق أهوائهم الخاصة وطرقهم التي تخدم مصالحهم وأهدافهم مستغلين الاندفاع العفوي لهذه الجماهير وعدم انتظامها بتشكيلات معينة تضمن لها البقاء والديمومة مما دفع تلك الأطراف ان  تفرض أجندتها الخاصة  والاستفادة من بعض المنتفضين  وتوجيههم وفق ما يريدون موفرين لهم الدعم المالي والتدريب واستغلال التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي الذي اعتبر الحلقة الرئيسة والوسيلة الأولى  في تعبئة الجماهير وتحريضها على التجمع والتواصل والاستمرار  بحركتها الاحتجاجية والمظاهرات لتكون ورقة ضغط على الحكومات كما حدث في الثورة المصرية  والثورة التونسية وما تلاها من حركات احتجاجية أخرى في ربيع الثورات ت العربية .
لقد فقد ربيع الثورات  العربية نضارته وأفل نجمه وصودرت أهدافه من قبل بعض الدول التي نصبت أنفسها بدون وجه حق قيمة عن الشعوب لتتحكم بمصائرها وتخطط نيابة عنها وتكون هي التي تحدد ما تريد وليس الشعوب رغم التضحيات التي قدمها لان ما يعنيها ان تكون مصالحها فوق الجميع وان ما تريده الجماهير إذا كان لم يتوافق مع ما تريد فإنها تحاول بكل ما تملك من نفوذ إن تعرقل تلك التحركات وتحجمه وتحاول  ان تفرض الأجندة الخاصة وهذا ما حدث للثورة في اليمن عندما اندفعت الجماهير تطالب بإسقاط الرئيس علي عبد الله صالح لكن دول الخليج قد دفعت له طوق النجاة وتاجرت بدماء الجماهير لتطيل أمد الانتفاضة وتنفخ الروح في جثة الرئيس المحتضرة غير مبالية بما يحدث في الشارع اليمني والقتلى الذين يسقطون يوميا بنيران الجيش والأجهزة الأمنية التي يحركها المحسوبين على الرئيس صالح    في صنعاء وتعز  بدعم وتحريض من قوى عربية وإقليمية متنفذه بالمنطقة  .
ان ربيع الثورات العربية الذي ازدهر لفترة محدودة وتفاعلت معه الجماهير بشكل ملفت للنظر وصل إلى حد التعاطف معه بالقلوب للكثير حتى وان لم يكن مشاركا في الساحات  بدت جذوته تخفت قليلا والدائرة المتحلقه حوله ينفرط عقدها لإحساس الأكثرية بان ما حلموا به لم يتحقق ولو بالحد الأدنى لبروز تيارات مدعومة من جهات ذات مصالح مبطنة تريد من خلالها  تفرض سطوتها كما تفعل السعودية و قطر وبعض دول الخليج
إن الربيع العربي الذي حلمت به الجماهير واستبشرت بقدومه قد غير ألوانه وكسته سحنة داكنة جعلته يفقد نضارته المعتادة ليدخل ضمن المتاجرة بدماء الشعوب لتحقيق أهداف تم التخطيط لها مسبقا ..

الأحد، 23 يناير 2011

الحكم القطري يحرم العراق من فوز محقق

العراق يودع بطولة اسيا مرغما عند=ما تمادى الحكم القطري باخطائه وحرمه من ضربتي جزاء واشهر بوجه لاعبيه مجموعة من البطاقات الصفراء التي ساهمت بشكل وباخر من اضعاف عزيمة العراقيين وحذرهم من عملية الطرد التي يتوقعون ان تحصل لاية واحد منهم في المباراة
هل تكفي عملية الطرد الذي تعرض لها الحكم من قبل الاتحاد الاسيوي من البطولة لكنه حرم العراق من التواصل مع البطولة
نطالب بمحاكمة هذا الحكم وحرمانه من التحكيم مدى الحياة

السبت، 15 يناير 2011


تونس.......
تستيقظ من سباتها
توقد شمعة فرحها
تنثر في الشواع
اغصان الياسمين
...تحلم ...
تحلم ...
تحلم ....
يتحقق حلمها
رغم تاخر السنين ))

تحية ود وباقات زهو ر للشعب الذي ازاح الديكتاتورية وعبد درب الديمقراطية بدماء ابناءه ليرسم مستقبله القادم وبناء المجتمع المدني
مشاهدة المزيد

الثلاثاء، 11 يناير 2011

مباراة العرق --ايران في بطولة كاس امم اسيا 2011


يلتقي المنتخب العراقي والمنتخب الايراني ضمن الدور الاول لتصفيات امم اسيا 2011 المقامة في الدوحة نتمنى لمنتخبنا العراقي الفوز بهذه المباراة للحفاظ على اللقب الاسيوي الذي احرزه ببطولة 2007

الأحد، 9 يناير 2011

                        ثقافة العنف من يقف ورائها

إن ظاهرة العنف موجودة منذ الأزل وقد ازدادت واتسعت باتساع العالم وتطور أدواته المعرفية وقد دلت على ذلك كتب التاريخ
كما دعمها بعد ذلك ترسيخ مفاهيم وقيم العنف والجريمة من قبل أنظمة سياسية معينة أو تيارات متطرفة استغلت نفوذها لغرض تحقيق أهدافها ..يساعدها بذلك ضعف الوعي الثقافي والاجتماعي وعدم وجود قوانين تحد من انتشار ه على المستوى الوطني أو العالمي لان العنف كما يقول ريمون ارون ((كل فعل يمثل تدخلا خطيرا في حرية الآخر وحرمانه من التفكير والرأي والتقرير وتحويل الآخر إلى وسيلة أو أداة لتحقيق أهدافه دون إن يعامله كعضو حر أو كفء)) .
لقد ساعدت التطورات التقنية والفنية من الحصول على المعلومات بأسرع ما يمكن مما خلق حافز عند المتلقي أو القارئ من الاطلاع على ما يجري في العالم والتفاعل معه
  إلى درجة تصل في أحيان معينة إلى تقليده والاعتماد عليه في كثير من أمور الحياة باعتبار العالم أصبح قرية صغيرة وبإمكاننا معرفة كل ما يحصل  أول بأول من خلال وسائل الاتصال المباشرة .
لقد اتصلت ثقافة العنف بالمجتمعات وارتبطت معها وفق ما تفرضه من قيم وقواعد عرفية سادت فيها وامتدت معها على مدى تاريخها
لذا نرى ظاهرة العنف ارتبطت بهذا النظام أو ذلك وفق النظرة التي يتعامل بها وما يوفر من فسحة الحرية والديمقراطية والتعامل القانوني والاجتماعي مع مواطنيه حيث يولد الكبت والحرمان من ابسط أنواع الحقوق نوعا معينا من العنف قد يتطور فيما بعد إلى أعمال أكثر اتساعا
 قد يروح ضحيتها أبرياء وتولد حالة من انهيار المنظومة القيمة والأخلاقية مما يمهد لظهور عادات جديدة تكون عواقبها وخيمة فيما بعد على النسيج الاجتماعي للبلد وهذا ما حدث بعد انهيار النظام السابق في العراق وتولدت نتيجتها أعمال عنيفة قاسية خلقت حالة من الفوضى التي راحت ضحيتها الأبرياء نتيجة سلوك سياسات مذهبية معينة كانت خافية تحت السطح لتطفو بسرعة فائقة نتيجة توفر الراضية الملائمة لها والتي لازالت آثارها لحد اللحظة .
لقد رسمت بعض البلدان نوع من الثقافات من خلال فسحة الحرية التي نصت عليها دساتيرها الوطنية وقوانينها التي سهلت مهمة المواطنين من التعامل معها والسير على هداها وذلك لأنها فتحت المجال لحرية التعبير والرأي أن تأخذ أبعاد معينة تمكن المواطنين من التصرف وفق تلك القوانين
إن الظروف الاجتماعية والثقافية تلعب دور كبير بتسليط مفاهيم معينة على عقلية المواطن وذلك من خلال ظهورها بشكل متواصل والتعامل معها لان الثقافة تشكل أسلوب حياة الشعوب وجزء من ارثها الذي ينتقل عن طريق اللغة التي تساعد الأخر للاطلاع على ما يجري في هذا البلد وتسهل معرفة حياتهم وطرق معيشتها وكذلك التعامل الذي كان سائدا فيما مضى ليتم الحكم هل النظام السائد يفسح المجال للحرية الشخصية وحرية التعبير أو كان نظاما قمعيا يتعامل وفق مبادئ دكتاتورية يقيد حرية المواطنين ويصادر آرائهم ويحجم دور الأفراد ليكونوا تابعين له وتحركون وفق أهوائه
 لذا فان أية ممارسة فردية أو مؤسساتية /مادية أو معنوية/ تهدف إلى النيل من قيمة الفرد أو مصادرة حريته السياسية أو المدنية يمكن أن تعتبر عملا عنفيا وفق المفاهيم التي تطالب بحرية الأفراد ومعتقداتهم
كما إن وسائل الإعلام قد تلعب دورا مهما في تسويق العنف والتحريض عليه سواء كان بشكل مقصود أو بحسن نيف طالما إن النتيجة توصل إلى القيام بإيذاء الآخرين والحد من معتقداتهم أو التأثير عليهم حيث أصبحت الحرب كما يقول الباحث (خالد خبرش في شبكة نبا الإخبارية  موقع انترنيت ))مادة ممتازة ومؤثرة للإعلام الحديث كما كانت في السابق موضوعا مثيرا للشاعر والرسام وحتى النحات فالحياة العادية السوية لا تشكل مادة للإعلامي الباحث عن الخير الجديد الخارج عن المألوف ))لذا اتجهت وسائل الإعلام من استغلال هذا الجانب والتعامل معه بجدية وذلك لأنه اخذ يجذب اكبر عدد من المشاهدين مما حدا بالشركات الإعلامية من استحداث أساليب كثير ة في التأثير من الاستعراض والاستخدام المكثف للصورة والعرض الدرامي للأخبار .
لذا فان ثقافة العنف وازديانها واتساع رقعتها يقف ورائها الكثير من الأسباب :
1)التضييق على الحريات وخنق حرية التعبير التي بدورها تؤدي إلى زيادة الاحتقان مما يقود إلى أعمال عنف
2)تهميش دور الآخر وعدم التعامل معه على أساس متكافئ وفسح المجال لممارسه معتقداته بشكل طبيعي
3)عدم سن قوانين تحدد الحقوق حتى إذا سنت فإنها تبقى حبر على ورق ويتم تطبيقها بشكل انتقائي وفق المصالح التي تخدم الحالك مما يولد حالة من الفوضى والإرباك  
4)اهتمام وسائل الإعلام بأخبار العنف وتركيزها بشكل مباشر على ما يدور بالعالم من مشاهد تكثر فيها صور القتل والدمار وعمليات الاختطاف وقطع الرؤؤس وغيرها .
5) قيام بعض وسائل الإعلام بنقل أخبار كاملة عن الجماعات المتطرفة وعرض نشاطاتهم وبياناتهم وكأنها الناطقة باسمهم .
6)التحريض المستمر على أعمال العنف من خلال إثارة مشاعر بعض الجهات بعرض برامج مسيئة لها يؤدي إلى إثارتها واستفزاها مما يولد شعور بالاهانة  والتوجه للقيام ببعض الأعمال التي يعتبرها رد اعتبار له  يروح ضحيتها الآخرين .
habebnif@yahoo.com

السبت، 8 يناير 2011

حلم

                                     حلم
نرتجف الليلة في العراء
ندنو من سور الحب العالي
العرق الأبيض
 شوكة تنسل 
داخل البلعوم 
تكبر فينا الرغبة للجنس 
لاشيء سوى كومة من الغيوم
حيث الوحشة
تمتد على رقبتنا كالسيف 
وتبتل وجوهنا
برائحة العصافير
إذ يمر فينا قلق شاحب
يمحو كل الفوارق
 العالقة على وجوهنا 

الساعة
تدق دقتها الأخيرة
 تكبر اللحظات مع روحي 
 ذاكرتي تغادرني
طوال اليوم
أنسى حلما 
 جرفني البارحة
وغطاني بين ثنايا الرمل  



رائحة الذبول

                                        رائحة الذبول
الأوراق المتساقطة
تحتفي بذبولها وتعلن ولائها للخلاص
انطفاء المسرات ..
رائحة الذبول ..
تذكرة للعبور إلى جهة الغياب التائه في ذاكرة الجروح القديمة .
التي استفاقت مبكرا على صدى السقوط .
وجه القمر غائب تحمله انكساراته
حين يرسم مشاويره المتروكة في الظل .
الفراغ يحوي الفارين من ملحمة الإهمال والتردد
الأحلام الليلية مارست لعبتها المعهودة مع الوقت
لتفض بكارته وترميه
يستجدي من النهار
دقائق لصحوته الضائعة على رفوف الليل .
دموع الورد
امتزجت مع الندى المتساقط من خد الفراشة المنزوية على أريكتها
وهي تداعب زهوها المفقود .
الليلة استحضرت أحلامنا
ألوانها المتسربلة خلف الضوء
واصطحبنا فانوس الكلمات
لنعبر إلى ضفة الأغاني
سوية تجمعنا الأماني ..
..
ذات مساء ارتحلت أقدامنا
تحملها الدروب
وترسم لها وحشتها
وصار العمر سرابا آفل
فبعثرنا القصائد ..المواعيد ...اللقاءات
يدفعنا الوقت بعيدا
حتى غدت أحلامنا
ترف الأمنيات ..
h56alnaif@yahoo.com

الجمعة، 7 يناير 2011

امنيات قيد التنفيذ

أمنيات قيد  التنفيذ                                                    
 الأيام تمر تدفعها ساعاتها للانقضاء لتودع ما سبقها وتستقبل ما تلاها وتعيد ترتيب الوقت لتشكل الأمنيات ذراعها الذي قد يطول أو يقصر تبعا لما تحقق منها أو بقى طي الانتظار                                               
لقد تحولت تلك الأمنيات إلى أحلام تراود الجميع بعد أن عجزنا  من تحقيقها في فترة ما لتكون قد حفزت نفسها واندفعت نحو تخوم الماضي لتبقى تنتظر من يضعها في خانة التحقيق حتى لو بعد حين .
لقد انقضت السنوات متسارعة بالرحيل وأخذت  معها أمنياتنا التي طالما أردنا أن نراها تبصر النور ولو بالحد الادني منها بعد أن مللنا الانتظار  الذي قد  يدفعنا نحو اليأس لكننا نبقى نمني النفس بالتفاؤل ونرسم على خارطة أرواحنا تلك الأحلام الوردية الذي تصورناها  في الصغر ونحن نتجه نحو  الخطوة الأولى من الحياة حيث تكحلت أعيننا بما وضعه بين أيدينا إخوة وزملاء لنا اكبر منا بالسن لكنهم كانوا لنا خير عون لتتفتح بصيرتنا وذهننا على ما هو اسلم لنا حيث كان الكتاب صديق لنا ورفيق رحلتنا الطويلة لنكون برفقة مايكوفسكي  وفكتور هيجو ومكسيم غوركي  وسعدي يوسف وبدر شاكر السياب والمتنبي وجان جاك روسو ونجيب محفوظ  وغيرهم  من المبدعين الذين عرفناهم ونحن في مقتبل العمر نرحل في سفرات مجانية بصحبتهم تأخذنا لعالم الفكر والمعرفة ونحن سعداء بهد الألفة الجميلة التي دفعتنا نحو الأعالي محلقين بنشوتنا وفرحنا الذي لا حدود له لنصل فيما بعد إلى مراحل أخرى من المعرفة ونتواصل مع الدراسة الأكاديمية حيث تتوج جهودنا بتفوقنا ونجاحنا الدراسي لنواصل رحلة الحياة وقد حصنا أنفسنا بتلك المعرفة الراقية التي قادتنا فيما بعد إلى ما نحن فيه  رغم تفانينا وإخلاصنا وجدنا ......حيث دارت الأمور وانعكست الموازين واختلفت الرؤى وحدث ما حدث لنرى زهرة شبابنا تذبل وهي في قمة تألقها بعد أن انقطع مصدر ريها واحكم طوق العزلة عليها لتحاصرها الغربان من كل الاتجاهات بعد ان عجزت من الإيقاع بها في حبائلها الشريرة فتحولت أمنياتنا إلى محض سراب  أصبحنا بعدها  وسط محرقة دائمة تتقد بصمت ولتحرق من فيها بطريقة مفزعة  لتجعل من الجميع يعيش في كابوس مرعب وبالطريقة التي  يرغب بها الجلاد وهو يزهو بما يحدث وكأنه في نزهة يتجول بين ضحاياه الذين حرقهم بجوره وظلمه وقسوته التي فاقت الحدود وضاقت بهم أحلامهم لتجبرهم  رغباتهم الموجلة الى مواجهة الظلم بالصبر والعزيمة  عسى ان تظفر بسراب حلم أو بأذيال أمنية ترحل معها الى ما فقدت فيما مضى لكنها عاشت ثانية في الجانب المظلم من الذكرى لنشدو الأحلام  بصوت متردد لا يحدث صدى حتى ملت  الكلمات وانزوت بين رفوف النسيان لأنها استهلكت كل المواعيد وأصبحت مجرد أوهام ضاقت بها الروح .
الأعوام التي تلت بعضها  أرادت أن تختبر إرادتها وعزمها وتصميمها لما تريد من  سابقتها أو لاحقتها
وهل استطاعت ان تحقق ما وعدت به وما تمنى منها
لقد أردنا  وتمنينا وحلمنا وأصبحت  أحلامنا سراب يتبعه سراب   ....وأمنيات تولد أمنيات .....ورغبات تدفعها رغبات...... لكنها ظلت حبيسة أرواحنا  ا ن السنين التي تأتي قد تكون مثل سابقتها اذا لم تكن أسوا وهذا لا يعني التشاؤم بعينه لكنه مجرد تخمين نبنيه على ما سمعنا من أقوال ورأينا من أفعال........ فهل نظل نحلم ونحلم ......ونحلم  والأعوام  تمر علينا ونحن نعد  سريانها ونتمنى عودتها وعدم انقضائها لأنها قد تحسب من أعمارنا ولا نحصل منها  على شيء سوى الألم الذي لازمنا وارتسم على وجوهنا حتى  في ترحالنا والذكرى العالقة التي بقت تذكرنا بما مضى وما سيأتي لان أرواحنا رفرفت بأجنحتها حول قدسية الوطن  تستظل به لترسمه تعويذه لرحلاتها المقبلة وحرز يحميها في الغربة التي ضيعت الكثير وسرقت أعمارنا .........