يلعب الإعلام دور مهما في إيصال المعلومة وتوفيرها للجميع من اجل الاطلاع عليها ومعرفة ما يدور في كل مكان من العالم وخاصة بعد التطورات العلمية وانتشار شبكة تكنولوجيا المعلومات التي تمكنت
من أن تجعل العالم قرية صغيرة متجاوزة آلاف الكيلومترات التي تبعدهم عن بعضهم فبإمكان كل شخص أن يتعرف على ما يجري في العالم لحظة بلحظة عن طريق أجهزة الانترنيت وموقع الفيس بوك حيث باستطاعة مستخدمي الانترنيت حث الكثير من المواطنين أو المعارضين من النزول إلى الشارع للتظاهر أو الاعتصام أو الاحتجاج من خلال نداء أو كلمة أو بيان يوجه للآخرين مما يعني إن هناك تغطية إعلامية جديدة قد اجتاحت الشارع وتمكنت خلال لحظات ان توصل ما تريد وان تعرض بياناتها ونداءاتها بشكل متواصل و إن تنقل الإحداث بشكل مباشرة وهذا ما لاحظناه من تغطية لأحداث تونس أول بأول
كذلك تمكن الشباب في مصر إن يؤججوا الثورة ويحشدوا مئات الآلاف للمشاركة بعمليات الاعتصام أو التظاهر ونقل الصور الحية بالرغم من أن الحكومة قد أوقفت خدمات الهاتف النقال وكذلك خدمة الانترنيت من اجل فرض حصار إعلامي رقمي على المتظاهرين وعزلهم وعدم تمكينهم من إيصال صوتهم للعالم.
لقد اتخذت حكومة مبارك خطوة غير مسبوقة بقطع خدمات الإنترنت وخدمات الرسائل النصية عبر الهاتف الخلوي في مناطق مهمة من مصر، لكن كثيرين من أفراد الشعب المصري لديهم مستقبلات الأقمار الصناعية، وبالتالي فإنه يستطيع أن يتابع "المظاهرات والاحتجاجات " في الشوارع وعلى شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم، وهو ما دفع أفراد الشعب إلى مغادرة منازلهم وتعريض سلامتهم الشخصية من أجل الانضمام إلى المتظاهرين., وإيصال صوتهم للعالم للتعبير عن رفضهم للديكتاتورية والظلم ورغبتهم بنظام ديمقراطي مدني يحق لهم فيه التعبير عن آرائهم بكل حرية ودولة مدنية تضمن لهم مستقبل أفضل يمكن ان يصلهم إلى مصاف الدولة المتطورة ديمقراطيا والقضاء على سلطة الرجل الواحد .
لقد تمكن المدونين ومستخدمي الانترنيت من إشعال حماس المواطنين وإيصال المعلومات لهم وتبليغهم بالخطوات القادمة والمستقبلية مما جعل تلك الوسائل الرقمية الإعلامية ان يكون لها صدا مؤثر جدا وملموس وتمكنت إن تسقط حكومات وهذا ما لاحظنا ه في ثورة الياسمين في تونس وما نلاحظه الآن في الثورة المصرية رغم الإجراءات التعسفية التي تتخذ بالتضييق على الاتصالات وحجب المواقع لكن الشباب وبجهود فردية وإبداعات فنية وعلمية تمكنوا من ابتكار وسائل أخرى أكثر تطورا مكنتهم من إدامة زخم الاتصالات وعدم توقفها بالرغم من ضعفها لكنها تحاول ولو بالحد الأدنى من إيصال صوت الجماهير الغاضب وان تستقطب الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الإنسان وكافة المنظمات الدولية من التضامن معها والتحرك في مختلف دول العالم للقيام بتظاهرات تضامنية تدعوا العالم المتحضر وحكوماته من دعم مطالب الجماهير المشروعة التي تطالب بالتعيير
لقد ساعد الإعلام الرقمي الشباب المتحفز للتغيير من إيصال صوته عبر تلك الوسائل المتطورة مما حدا بكثير من الحكومات القابضة على السلطة بالقوة من التخوف من هذه الظاهرة وتضييق الخناق عليها بكل الوسائل المتاحة لها كحكومات لكن ما يجري الآن قد عكس ازدياد تلك الظاهرة وتصدرها للمشهد الإعلامي العالمي ليجعل الكثير من الشباب ان يكونوا مراسيل متطوعين يرسلون التقارير ويلتقطون الصور لتفوق في أحيان كثيرة ما يقوم به الإعلام المعترف باعتبار تلك الصور تبعث من قلب الإحداث ومن صانعي الأحداث أنفسهم مما أعطاها الكثير من المصداقية والحيوية لتكون بحق وثيقة يعتد بها حد الافتخار .
لقد أيقنت الحكومات بان كل ما تقوم به لا يمكن ان يوقف حركة الشباب المتوثب وان يكون عائقا لها طالما ان أفعالهم مشروعة تطالب بإصلاحات ملموسة تساعد على تحقيق حريتهم المفقودة على مدى العقود الطويلة التي امسك فيها الحكام على السلطة ولم يفسحوا المجال للآخرين من القيام بدورهم لبناء أوطانهم .
إن تلك الوسائل الرقمية المتطورة قد اندرجت ضمن الإعلام الرقمي الذي اخذ يغزوا الساحة الإعلامية بقوة ويعمل على تغيير كثيرا من وسائل الإعلام التقليدية وان يجذب الكثير ويصبح القوة الفاعلة والمؤثرة في الساحة الدولية لأنها تمكنت أن توسع من قواعدها المنتشرة في العالم لذلك استطاعت أن تكشف المسكوت عنه وان تتجاوز الممنوع لتقوم بنشر ما لا تستطيع الكثير من الصحف والقنوات الفضائية من نشره لأسباب أمنية او سياسية وغيرها من الأسباب الأخرى (بالرغم من هذه الحالة تكون لها بعض الآثار السلبية لكن على العموم فان ما يبدر منها من الايجابيات يفوق كثيرا الحالات السلبية النادرة)
إن الإعلام الرقمي قد أصبح القوة الفاعلة الآن و تمكن إن يتصدر المشهد الإعلامي بجدارة لأنه استطاع أن يتفاعل مع الأحداث ويوصلها بشكل صادق ومؤثر للجميع ليكون بحق شاهد حي على ما يدور في العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق