الأحد، 11 ديسمبر 2011

القنوات الفضائية.. وتأثيرها على المشاهدين

للإعلام دور مؤثر في المجتمع وذلك لما له من قدرة في الوصول إلى الكثير من  البيوت وخاصة القنوات الفضائية التي تمكنت بفعل التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات
وانتشار الأطباق اللاقطة (الستلايت) من الاستحواذ على اهتمامات العائلة في كل مكان لدخولها المستمر بدون استئذان واستطاعتها طرح ما تريد من قضايا ساخنة وجعل الكثير يتسمرون على الشاشة لساعات طويلة لذا نراها قد أصبحت سلاح ذو حدين من جهة بإمكانه ان يكون أداة مهمة بيد القائمين عليها وتحديد المسار الذي تتخذه باعتبارها تساهم في عملية البناء والتطور من خلال إقامة بنى فكرية وثقافية واجتماعية تساعد على إشاعة روح الإخاء والتسامح.
 وبالتالي تهيأ الأرضية الصحيحة للبناء السليم القادر على استيعاب  الطاقات والقدرات الإبداعية والخلاقة التي بإمكانها التعامل مع  التحولات الحاصلة لتتمكن من  السير للإمام واستيعاب  القدرات الجماعية وصهرها في بوتقة واحدة مهمتها الأساسية توعية وتنوير العقول وتبصيرها لما يدور حولها لان المهمة التي تقع على المؤسسات الإعلامية خطرة وتتطلب منها لكي تنهض بدورها الحقيقي بذل جهود مكثفة وجادة لأداء رسالتها التي تكونت من اجلها (باعتبارها الجهة التي تستطيع الوصول للمواطنين وان تخاطبهم بالطريقة التي تريد) بواسطة البرامج والمواضيع التي تقدم لتعكس   الوجهة التي يراد منها الوصول الى ذهن المتلقي وخاصة الذين لهم ذلك التحصين الثقافي الذي يعتبر الفلتر الذي يقوم بغربلة المعلومات واختيار النافع منها لهضمها والاستفادة منها بعد ان يتم عزل ما هو غير جاد وملائم وهادف ودفعه بعيدا خارج تفكيره واهتمامه .
عكس الذين يملكون عقلية خام غير قادرة على تمييز ما يصل اليها وما يمر بها ليجعله مبهورا به ومدفوعا خلف مسلسلات  وبرامج الهدف منها إثارته وتحريضه للقيا م بعمل ما بعد ان عجز عن فهمه او تمييزه بالطريقة الملائمة وذلك لنقص ثقافته وعدم اختياره الصحيح لذا نراه يندفع وراء برامج هابطة أرادت بعض الفضائيات استقطاب هذه النماذج المتخلفة واستغلالها وجعلها مصدر كسب الملايين من الدولارات بعد ان قامت باستحداثها لتشل تفكيره وجعله يعيش  في عالم من الخيال والسحر والشعوذة وإغرائه ببعض أللقطات لتجعله منشدا للشاشة لتحرفه عن دوره الريادي وتوجيهه وفق المفاهيم البالية بعد ان وجد أمامه فراغا شاسعا لا يمكن ان يملئه لعدم امتلاكه الأدوات الكافية التي بإمكانه استخدامها للوصول الى ما يريد مما دفعه الانسياق وراء كل ما يطرح وبالتالي التعامل معه على أساس ما راد القائمين على تلك القنوات لأنهم بفعلهم هذا أرادوا تحجيم تلك الطاقات وعدم مساعدتها للقيام بدورها لتكون معاول هدم (حتى لو كانت بصورة غير مباشرة ) تؤدي الى نخر ما يحيط بها وأعاقته من النهوض والاستمرار
 مما يتطلب معالجة جادة تساهم فيها كل الأطراف والطاقات الخيرة لكي تأخذ دورها في التصدي والوقوف بحزم لكل تلك الأساليب الرخيصة وعدم إعطائها الفرصة لبث سمومها القاتلة في هذا المجال الحيوي الذي أصبح متاحا لها بعد أن  تمكنت بطرقها المعروفة من التعامل معه وفق الخطط التي تم وضعها لذلك بعد دراسات قام بها المعنيين بهذا الشأن .
إن الخطاب الإعلامي الملتزم الذي يتعامل مع الواقع بصدق هو الأداة الفعالة التي بإمكانها أن تستنهض الهمم وتزيل الغيوم الداكنة التي تلبدت في سماء الأمة بعد الانتكاسات التي مرت بها على مدى سنواتها المنصرمة وبالتالي تستطيع ان تكون أدوات بناء من خلال برامجها الموجهة وأعلامها الهادف  و ان تزيل الغشاوة عن عيون المغرر بهم ودفعهم للبحث عن الحقيقة والتعامل معها لأنها تعمل على تنوير الواقع واضائته وإزالة الغموض عنه كما إنها تمكن الآخرين من التعامل مع العالم والاستفادة مما يجري من حوله لاختيار الأصلح والانتفاع منه
 ان المساهمة الجادة والفعالة لهذه القنوات هي الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات والتعامل معها وفق مصداقية عالية وحرفية مقبولة تمكن من الوصول الى الأهداف المبتغاة بعد ان ابتلت امتنا بكثير من العلل والإخفاقات التي ساعدت على حالات من التخلف والابتعاد عن ركب الحضارة الذي سبقنا فيها الآخرين بعد ان كنا نحن الذين وضعنا اللبنات الأولى لها من خلال ما توصلت له عبقريات تخطت الزمن الذي عاشت فيه وكان لها الدور الريادي بذلك لتصبح شعلة وهاجة أوصلت العلم إلى أقاصي الدنيا .

هناك تعليق واحد: